السبت، 7 يونيو 2014

ذِكرياتٌ في المُقَل

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
الإنسان يمر في حياته بعدة مراحل ومحطات لا لن يبقى في محطة واحدة وإن طالت المدة فلابد وان تنتهي مدة البقاء والمكوث فيها ,هناك محطات تكون صعبة في طريق الحياة ,ونسأل الله الثبات والعون ,
بطبيعتنا نتعجل بالهرب منها إلى غيرها فنفرح كثيراً بمفارقتها على النقيض من ذلك محطات نتمنى لو يطول المقام بل نبقى فيها إلى الاخير ..
عندما نغادرها نكون مكرهين ونذهب لأصعب منها ,هنا الموت بعينه ,اريد الهرب اريد العودة ,لا اريد البقاء لالا اريد التفكير بها ..
وانا افضل محطة تلك المكتوب عليها "الحســــين" كلها دون استثناء أجمل محطة .
أذكر من الايام الجميلة ذلك اليوم وهو يوم الاثنين وانا هناك ,خرجت برفقة امي إلى حضرة الحسين عليه السلام من الساعة الحادية عشر ظهراً ,صلينا هناك في الصحن الحسيني جماعة ومن ثم دخلنا إلى الضريح حيث ألتقينا بأجمل روح, بقداسة الكون,بأنفاس علي بل بدمع الزهراء,جلسنا بقرب الحبيب ,بقرب الفردوس الاعلى وجنة الخلد قرابة الساعة الثانية ظهراً ,خرجنا من عند الضريح إلى الصحن الحسيني متوجهتين إلى باب الرجاء هناك حيث اصطفت سلاطين الحسين اجمع متوشحين بوشاح النصر الاخضر نسجت عليه تلك العبارات الخالده (لبيك يا حسين ),(يا لثارات الحسين),(السلام على سيد الشهداء)..
اصطفوا بهيبة كهيبة الانصار تحفهم هالة التقديس الإلهي ,رُتِلَ القرآن بصوت شجي وزيارة الحسين مع مد الكفوف بتجاة الضريح كالتحية والمبايعة ..
ثم انطلقت اصواتهم مع رفيف الرايات
(نداء العقيدة في الخافقين..)
هذه اللحظة يقشعر بدنك تشعر بروحك تعتصر جسدك وتتسلل من بين اظلعك تلثم شباك الضريح تحتضنه بقوة ..
وبعدها قال السلطان "صاحب الكربلائي" بيتين عظيمين رنا في مسمعي
"كل الخدم تنهان شفناها بالعين
بس بكرامة تعيش خدام الحسين
هيبة وتظل عالراس خدام الحسين "
خرجنا من بعدها إلى ما بين الحضرتين تحت ظلال العباس اشترينا وجبة غداء لا بأس بها لكي نُشبِع المَعِدة بعد وجبة الروح والقلب المغذيه وكانت عباره عن فلافل ومياه غازية لي ولأمي فلافل وماء
جلسنا متقابلتين بحيث تنظر هي لقبة الحسين وأنا انظر لقبة العباس ,بعد الوجبة كنت اشعر بالعطش الشديد اريد الساقي ,
ذهبنا إليه خطواتي تسابق دقات قلبي وانفاسي ..
وصلت إلى الصحن العباسي ,"يا الله كم اشتاق إليه و انا بقربه "
الصحن كان خفيف مقارنتاً بصحن الحسين في الظهيرة
دخلنا بعد الزيارة إلى الضريح ,مكثنا لديه فتره بعدها عدنا للصحن قرابة الساعة الخامسة ..
الجو جميل المشاعر متلاطمه في النفس ذاك انفاسه تسبح له وذاك نومه عبادة
اخذت لي جولة حول الصحن بعد تثبيت موقع امي ,وفي جولتي سمعت صوتاً يُبكي القلب دماً قبل العين صوتاً شجي بقوة متناغم مع حركة النسمات العباسية وكأنها تحمل في ثناياها تحية زينبية للكافل
كان احد الخدام عفواً سلاطين العباس جالساً على المنبر بين يديه القرآن الكريم وحوله بعض من اصحابه السلاطين
يُرَتِل "يــــــــــــس "
آآه سلام على آل ياسين الطيبين الطاهرين ..
|(فسبحن الذي بيده ملكوت كُلِّ شيء وإليه تُرجَعونَ)|
بعدها إعتلا صوت الآذان ما بين الحضرتين ..
وشرعنا بصلاة انارت القلوب بدعاء محمد وآله صلى الله عليه وآله وسلم
انتهت تلك الجولة بقبلة طُبِعَت على باب العباس واعتابه ودعوة تشبثت وتعلقت برايته ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق