الاثنين، 11 أغسطس 2014

قد انساكِ ..!









غياب المُعَلِمة يعني انتشار الطالبات في ارجاء المدرسة, فئة في الكافتيريا, فئة متجمعة خارج الصف واخرى داخل الصف. كنت عضو في إحدى المجموعات التي داخل الصف. كُنا عبارة عن 4 فتيات . اثنتان اردنيتان واثنتان سعوديتان.


كان الحديث عن عدة مواضيع , فُتِح موضوع الصلاة وخصوصاً صلاة الفجر التي يعارضها النوم. وصعوبة القيام , وعظم لذة النوم في هذا الوقت بالأخص, والصلاة بعد طلوع الشمس , أي قبل المجيء للمدرسة .وفي اغلب الاوقات لا يكفي الوقت للصلاة بسبب التأخر على المدرسة. فيتم تأديتها مع صلاة الظهر التي اغلب الطالبات يؤدينها بعد العودة من المدرسة.


صدمني اعتراف احدهن, قائلة : في الحقيقة نادر ما اصلي.


وبدهشة عامرة : يعني حسب الشهوة والحاجة؟!


قالت : يعني ليس هناك رغبة تدفعني اصلي , مثلا كنت اشاهد التلفاز , لن اقطع متابعتي , وبعدها انسى. او اكون اذاكر.


قلت : وامك؟ تعلم انك لا تصلين ؟


قالت : نعم, لكن لا تقول لي شيء وفي بعض الاحيان تقول انتِ صغيرة يوم من الايام ستفهمين.


وبدهشة فاقت ما قبلها : نحن في الثانوية !! افهم من كلامِكِ ان لو تقدم لكِ رجل للزواج سيتم رفضه بحكم انكِ صغيرة ؟ .. اسمعي : نحن يجب قبل الصلاة ان نسأل انفسنا سؤال : اصلي كي ارتاح بالصلاة ؟ ام ارتاح من الصلاة ؟ . وانا لا ألومك صدقيني لأن ليس هناك شخص يُشعرك بأهمية هذا الشيء او حتى يكلف على نفسه عناء التوضيح او الدعوة للصلاة .  


لكن كثير من الاشياء التي لم نُعَلَمها وقد لا يُرغب بأن نَعْلَمها ولكن عًلِمناها. وقبل ان ننفض , معلومة : بحكم انك مسلمة لكن تاركة للصلاة في يوم تثوبين فيه إلى رشدك. يجب ان تقضي جميع ما فاتك من الصلوات.


في فصل القرآن : وصلت المعلمة في سورة المدثر إلى قولة : ﴿مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ(42)قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ(43)


بعدها اجهشت هذه الفتاة بالبكاء إلى درجة ان الكل لاحظها . نَظرتُ لها بطرفي وابتسمت بابتسامة رضا. قالت المعلمة موجهه كلامها لي :" ميمونه ما بها ؟ تعلمين ذلك "


وبوجه الشخص التائه الغبي :  امم انا ؟! , لا لا اعلم , انا معكم, ما اعلمني ؟! .


بعد عدة ايام رأيت في كتابي نوته صفراء صغيرة وبخطة تنم عن ضعف في الشخصية. " ميمونه شكراَ لأِلك , علمتِني شي كبير كتير. وبلكة يوم كون انسيتك لكن ما راح انسى كلامك وتأثيره ابداً "


  وبعد التخرج رأيت الورقة بين كتبي . ارسلت لها رسالة , اعني فيها هل تتذكر ورقة قد أعطتنيها . ردت بنفي واستفسرت اذ كان بها شيء مهم


ابتسمت وقلت : انسي لا شيء يذكر :) 

الاثنين، 23 يونيو 2014

قصة العربي ديفد




ملاحظة :
تم استخدام اسم اجنبي للإبتعاد عن الحزازيات, او ان يقول أحدهم تقصد شخص بعينه, علماً أن الفئة المستهدفة هم العرب.. وأعلم ان المعنيين عندما يقرؤون الاسم الاجنبي سيقولون " مالي بالغنم تيس" لذا جائت الملاحظة بالبداية..

وقف ديفد مبتسماً وهو يتأمل رسمته التي رسمها في دفتر الرياضيات, هرع إلى من يضن انها ستشاركه الفرحة. رءاها مستلقية على الكنبة محتضنة المخدة بذراعيها مندمجة في التلفزيون. " ماما عندي لكِ مفاجأة" ببرود وغيض لأنه قطع عليها الاندماج " ما هو؟!"  
اخرج الدفتر من خلف ظهره " تَتَاترا, ما رأيكِ؟". نظرت إليه بازدراء وغيض شديد" اقول لك ادرس وتذهب لتمارس هواياتك الرعناء كأنها تفيدك بشيء في مستقبلك, ترسم امرأه على هيئة طير جريح, واشياء كثيرة لا فائدة منها, سحقاً لك, اتريد ان تجنني انظر إلى علاماتك المتدنية, وإلى متى ابقى أُدرسك وأُسمع لك دروسك. اختك اصغر منك انظر إلى دراجاتها وها هي تُذاكر لوحدها." و تزداد غيظاً وتنتفخ اوداجها عندما ترا ملامح الجمود والصدمة على وجه ديفد دون ان يحرك ساكناً فقط يحدق في رسمته وتلمع عيناه..
اخذت الرسمة ومزقتها ورمتها في وجهه,شهق ديفد وحرك شفتيه كأنه يريد قول شيء, ولكن ضربته على كتفه وامسكت طرف بلوزته من الكتف " هذا مصير كل رسوماتك الغبية ان لم تتحسن علاماتك"
عاد إلى غرفته مُثقل الكاهل, اغلق الباب واستند عليه وصرخ صرخة كادت ان تُصدع جدران الغرفة. سمع ضرباً قوياً على باب الغرفته, رن في اضلعه " ويحك لا تصرخ, اريد ان أرتاح, وإلا ضربت عنقك بدل الباب", وبصوت مخذول وكله خوف "اسف ابي".

"اراك خائف اليوم" قالت اخته وبنبرة تشمت. رمقها بنضرة حنق. "يحق لك ان تخاف بعد قليل تستلم شهادتك البائسة".
عاد من المدرسة شديد الفرح وبوجه متهلل, قبّل رأس والده, "الحمد لله عرفت حقي عليك, او انها رشوة كي لا أغضب عليك" وقهقه بزهو. لم يتحدث فقط قدم له الشهادة وهو مبتسم. ذهبت انظار الاب اولا إلى التقديرات للمواد تمتم " امم لا يوجد رسوب عظيم" نظر إلى المعدل " 95%!!, هه! احصلت عليها بالغش ام صحى حظك التعس!, هل رأيت وجهك في المرآة, كيف تحصل على هذه الدرجة؟!, على العموم إنها ليست من رجولتك"

وليس هناك حاجة, كي اقول كم معدل ديفد في السمستر الثاني!. 

السبت، 21 يونيو 2014

بين أمالي الحسين, والامي المهدي


 


جلست على ركبتي في روضة الحب, ممسكة يدي ببعضهما, ملتصقتان بصدري وبعينين مغلقتين أُحضر لاهوت القدس, وبترانيم القدس ارتل اوراده.. بعدها شرعت احدثه كمن يتمتم طلاسم ازليه. ذكر الطلاسم امر محضور وقد يبطل الطلسم نفسه, لكن سأذكر بعض هذه الطلاسم.
"مولاي ابا الاحرار, فدتك الافلاك والقمر يا ابن فاطمة الطهر, ها هنا يعذب الحبيب بسياط الفراق, وتهان مشاعر وقلوب, ها هنا مفترق طرق لا نعلم أي طريق نسلك. هنا وهنا انيخ آمالي الثكلى. يا امير الحب ترفق باليحبك واليودك شيمة الاسيد ترحم بالعبيد وانا عبدك, سيدي نذرت سنين العمر لك, وهذه اخر سنه لي في الثانوية, ارجوك بشرني بقبولي في الهندسة, اريد لقائي القادم بك وارفل بهذه النعمة, شكراً مولاي على كل شيء"

بعد الثانوية وايام التسجيل والقبول قبلت في جامعة خارج مدينتي هندسة, شعرت بأنني قريبة من حلمي وللحسين اقرب, ولكن نظام هذه الجامعة تدرس سنة تحضيرية عامة بمسارك "مسار هندسي", بعدها تدخل التخصص الذي تريده اعتماداً على معدلك.

سنة كاملة خضتها بكل تفاصيلها, لا استطيع حصر الاشياء وان كانت رؤوس اقلام بارزة, وانا بصدد الحديث عن هذا الامر. كانت روحي ترجف من الظلام الدامس كان وحده هو عكازتي التي تعينني على الوقوف, وسراجي الذي يبدد ظلمة الايام. أخر على الارض من البكاء احتاجك يا اكسجين الامل, ارجوك كن بجانبي, تتعطل حركة الكون بغيابك فكن الكون لي. كان يحتل الجزء الكبير من حياتي, يتقاسم معي حتى اصغر تفاصيل الامور وادقها, احكي له كل الامور واستشيره فيما يتعسر علي. كان يستمع حتى لهذياني وحينما اتذمر على تصرفات البعض الرعناء واعتذر له لأني ازعجه. كان قوة تدفعني نحو الافضل ونحو المستقبل بابتسامة.

انتهت السنة التحضيرية, وخرجت المعدلات, وبحمد الله حصلت على معدل عالي, وضعت رغباتي, علماً للفتيات فقط تخصصين. هما هندسة طبية, وهندسة تصاميم. وكان رجائي طبية.

يوم 15 شعبان, تحت نفحات مكيف الصالة الباردة متدثرة ببطانيتي السوداء, اسمع اصوات واصوات بالكاد افهمها فتحت عيني بجهد, انظر امي تتحدث وهي تتوضأ, فزعت من هول الموقف, انتصبت جالسة "يا ستار" انظر لساعة الجوال 3:30 فجرا,ً ضربت رأسي براحة يدي "ااااااخخخ" نضرت للساعة السوداء مرمية على الارض بأذنيها البارزتين للأعلى وبندولها الارعن" قبحك الله" كيف سأتحمل حتى السابعة مساءً, استرجعت ذاكرتي قليلا إلى الوراء, كأني لمحت ضوضاء وجلجلة في قروب الجامعة على الوتس اب.
"ااششش" تقول امي بعد الصلاة تنقضي كل حاجة. حملت بقايا الروحي " اين انت ايتها القوة, اين انت يا روح, اين انت احتاجك بقربي"
 ارجوكِ ميمونه ركزي في الصلاة, سنقتصرها ع الواجب لا يأخذ دقيقتين, فقط دقيقتين. لا اعلم كيف انهيت الصلاة, المهم انهيتها, قد  احتاج النظر فيها.
بقلب يضرب كالطيران في عرس ابن عمدة الحارة, والثواني المنتظرة لفتح الصفحة تحيط عنقي بقوة. فتح!! تصاميم!! تصاميم!! اتقول تصاميم!!
سحبت نفسي بتثاقل الجبال رحت اجر اذيالي بأسى, تدثرت بالبطانية السوداء كما حظي وانبطحت, اتنفس بمضض. لماذا غبتِ عني ايتها الروح؟, لماذا؟, في احلك الظروف انت بقربي, اين انت؟"
لمحت امي حركة غير مريحة في المنزل, اقتربت من رأسي بهدوء مخيف "ميمونه صليتِ"
-"امممم", همت بالذهاب, وثبت إلى القران اخذت خيره لما انا فيه كانت خير وسعادة وسرور وتوفيق من الله " هاه! كيف ؟ وفي تخصص لا اتماشى معه ابداً, لا يدعم حتى مهاراتي ؟! يا الله , حسناً خيرة اخرى سأخير الجامعة كانت يرزق مالاً ولا يحتاج إلى احد "يعني مسكي ارضج", عدت لمثواي ازفر الغصات" يا روح , كيف هكذا, اقسمت عليك بلاهوت العشق الاعظم إلا كنت معي, لا تشعريني بالخيبة ارجوك, انا لا افهم ماهي الحكمة من الامر ولا افهم شيء ولا اريد ان افهم فقط الذي افهمه انت سلاحي السحري, يا روح .. انا طفلكم والطفل يتوقع من والديه كل شيء حتى الخارق, ولا يصدق عدم مقدرتهم,, انا هكذا اغلقت اذني وعيني وها مددت يدي ""
بقيت على هذه الحال ليومين وطوال الوقت احدث الروح واشكي همي لها , يوم 17 شعبان العصر كنت اشتكي إلى بنت اخي الحبيبة, وأُعطيها حكم وادججها بالأسلحة للمستقبل وكأني عشت 80 حول, وحتى زوجة اخي نالها نصيب من الهموم  نهضت بتثاقل واجر قدمي عائدة إلى المنزل, وفي المنزل نفس الكلام اقوله لأخي محمد, وفي هذه الغمرة اعبث بجوالي" محمد قل لي ماذا افعل , اين اذ..." وقفت ع السري من هول الموقف
هرعت إلى بنت اخي انظر إليها كالمحتالين وابتسم بخبث وهي تضيق عينها اليمنى وبابتسامة جانبية, " ماذا؟", رفعت حاجبي وبنفس الابتسامة وانا اغمز, حركت يدها بإستفهام "ماذا؟". قلت بهمس " هندسة طبية " ," تكذبين" , " وبحق لاهوت العشق الاعظم", اطلقت ضحكة مدوية, وتبعتها انا بهستيريا. قالت لي في غمرة الضحك " كيف؟" , " لا اعلم وبحق لاهوت العشق الاعظم, لكن هذه هي الروح "  

الخميس، 19 يونيو 2014

تَحرّروا حينما أحبّوا

عشقنا الحسين, بل فتنا في هواه حتى جُنِنّا, صدا اسمه يزلزل غضبان العبودية المتحجر في قعر السنين .. حتى تحرّرنا
ثورته هاجت في صدورنا أنات, ولم نكن فقط بكائيين ومكتوفي الايدي. كما قال الشاعر مقداد الهمداني "شيعة نتحدى العلم بالمعجزات لا تقول الشيعة بس بجاية, الناس توصل للقمر بالمركبات واحنا نوصل للقمر مشاية"
فالنقع الذي اثارته حوافر الخيول تغلغل في الافئدة حتى زفرنا مواهب وإبداعات وإنجازات يشهد لها التاريخ لعظمتها, ويُشار إلينا بالبنان تربية الضرغام حيدرة . انظر لقادات الفكر والابداع ترا على طليعتهم عشاق الحسين, انظر لطلاب وطالبات الجامعات من المتفوقين المبدعين؟ ستراهم هم عشاق الحسين ..
هكذا منهاجنا فالحسين روح العطاء, فدمعنا الرقراق على الوجناتِ لم يجعلنا نقف على الاطلال في عزلة الموت نعيش, بل تفجر نبع الفكر تحت اقدامنا, فكلما اقتربنا اكثر واكثر من ساحة الطف ما زدنا إلا حرية, وإيماننا بالحسين كما يقول الاديب جابر الكاظمي "انا لو يكشفُ عن عيني الغطاء .... يا حسين بك لم يزدد يقيني"
فالحسين جاء لينتشلنا من براثين العبودية لا لكي نقع في عبودية نفرضها من هوانا. صحيح يختلف مستوى الثقافة والتعليم ومدى حبنا للحسين لكن كلنا نتفق ان حرّرَنا دم الحسين.
فالانسان اذ احب, اتبع حبيبه, يبحث في حياته , يزداد وعي. فما إن تدخل باب الحب تصبح حُراً ذو رأي موحد مع فكر حبيبك
لا ان تجعل الحب مبرر لترهاتك ونزواتك وسذاجتك, تفعل ما يحلوا لك, تعربد وتتمرد في ظلالك باسم الحبيب.
بحق وحكم من يجيز لك ذلك؟!
فمثلاً هناك من تسمي نفسها "كلبة العباس"
لو العباس موجود بيننا اقبل بوجود كلاب ؟
الحسين يريدنا ان نرتقي بالفكر بالأدب ونحن نأبا إلا الذل, ولا تقل لي يختلف الناس بثقافتهم وعلاقتهم وحبهم للحسين فيضنون ان ما يفعلونه صحيح, انا معك في هذا لكن الحسين لم يستشهد إلا لأجل التنوير للحرية, للاستقامة الفكرية ,لماذا كلما امطرت السماء حرية رأيتك تحمل مظلة ؟
اذ ترا ان هذا المسمى منطلق من باب التبحر في الحب ولاهوت العشق فأنت تغش نفسك وتغالط ضميرك. احببت تتبع خطواته تتبع نهجه ولم يكن والله نهجه الهمجية  . يقول الملا باسم " حسين ما راد الجهل راد العلم وع الحجي الباطل لا نِظَل".
لماذا  ننفر الغير ,ونجعل الحسين بأساليبنا محط سخرية ؟, لا تقل الغير سيسخر على كل شيء, اعمل الصحيح وما يريده الحسين وبعدها فليقولوا ما يشاءون.

الثلاثاء، 17 يونيو 2014

هذه آمالها ..!


 

 

تمسك المنشفة وتبللها بالماء, تمسح بها الابواب الخشبية الفارعة الطول, التي  تحتوي على قطع زجاج في المنتصف, مما زاد تعقيدها في التنظيف, فهي تحتوي بقع الحلوى من ايدي الاطفال.


تغسل أواني إفطار الابناء قبل ذهابهم للمدرسة, تصقل المطبخ من رأسه حتى اخمص قدميه, تقطع الصالة ذهاب واياب في تنظيفها, تعيد الوسائد إلى مكانها الروتيني كما حياتها,  أجهزة التحكم بالتلفاز تضعها على الطاولة ..


تذهب لغرفة الابناء ترتب الفوضى العارمة, وتلتقط الاشياء من على الارض لتعيدها إلى سيرتها الاولى, ليعود الابناء من المدرسة وفي نوبة البحث عن شيء صغير تعود الخربة.


تذهب إلى آخر محطة وهي غرفتها, تشرع في الترتيب وبشكل سريع تنهيها فهي غرفة الوالدين دائماً نظيفة ولها رائحة عطرة ..


 


تمر في طريقها على تلك المرآة المنتصبة على الارض فارشه منكبيها بشموخ. تلمح شخص وكأنها قالت للمرآة" مرآتي يا مرآتي من هي ابشع امرأة في العالم "  تقف تتأمل نفسها, شعرها يصل إلى منتصف الظهر يجلس على رأسها بفوضى, وكأن في ساعتها قد جلست من النوم, جبهتها كما الزينة انتشرت الحبوب عليها, وأنفها الذي صغر بسبب خديها الذين ارتفعا , تتناثر عليه الرؤوس السوداء, تحيط هالات بنيه حول عينيها, شفتيها متشققتان جافتان كما الصحراء. رقبتها زاد سوادها بعد الحمل ,, اما باقي جسدها توارا خلف الدهون المتراكمة طبقات طبقات عليها , ظهرها اصبح هناك عليه سنام صغير .. يديها وساقيها يحتويان على الشعر .


 تخاطب نفسها "كنت قبل الزواج والحمل عود بان ممشوقة القوام ,كالساعة الرملية جسمي, لايرا شعري إلا مصفف ومنمق, بشرتي صافية كالأطفال , كل صباح أقف على الميزان قبل الافطار , اصلاً الان وقتي ضيق ومشغولة جداً, لا أجد وقت لجرد رأسي, اصلاً هذه البيجامة القطنية تخرجني  أكثر بدانه"


خلعت البيجامة على مضض واستبدلتها بجلابية طويلة ذات اكمام طويلة , تمشط شعرها بأصابع يدها , وترفعه بأكمله مستعينة بأدوات تصفيف الشعر الكبيرة.


تدخل المطبخ تعد الغداء وهكذا حتى يعود الابناء و الزوج, تضع الغداء وبعد وجبه مليئة بالصمت القاتل بين الزوجين وشجار الابناء, وبعد شرب الشاي .الاب مستلقي على الكنبة يغطي وجهه بالطاقية , يرفع طرفها :"شفيش اليوم معفوسة؟"


ترد:" مدري,, بس تخيل من الساعة 10 ارسلت لفتحيه نكته على الوتس اب واشوفها تدخل وما ترد علي !!"

السبت، 7 يونيو 2014

مِن مَدينة تَجارُبي








متهم من قبل الجميع بأنه سيء الخلق وقاسي ويتفوه بما لا يفقهه الناس , ويجبرهم على فهمه ومجاراته ,,
هو يقسو من ناحيه, وهم يتهمونه ويكنون له الضغائن من ناحيه أخر .. وقف الجميع يشن الإتهامات والسباب عليه,, لكن لم يسمعوا له,
لم يعطوه فرصه حتى يثبت براءة نفسه..
حاول عبثاً تبيين ذلك لكن لم يفلح. صرخ في فلاء قد خلت من الهواء, وطرحوه خلف قضبان المغضوب عليهم, يخرج صدره ضجيج اشبه بحركة الجيش العرمرم يصل لمسامعهم طنين ذبابه..
حتى المقربين منه, يشعرون أنه مظلوم لكن لا أحد يقف ليثبت برائته,, بل يؤيدون تاره رأيهم على إدانته..

أنا ياساده اعتبِروني محامٍ وكله مَن هو خلف القضبان, لن أُحاول تحبيبه إليكم, لكن سألقي بما في جعبتي من ادله التي تثبت برائته وأنتم لكم الحكم..!
الامر الاول:
أن المادة تُدَرّس باللغة العربية والرموز بالانجليزية , فمثلاً المعلم يقول : القوة تساوي التسارع في الكتلة ويكتب على الصبورة f=am , الطالب مع كثرة القوانين يتعسر عليه الحفظ,, " لأن المادة فهم وليست حفظ حتى القوانين".
فلو أُعلِم الطالب ودُرِس أن : f=force , a=Acceleration ,m=mass ,,في هذه الحالة يقل العبء

الامر الثاني :من اين اتى القانون؟؟
في أغلب الأحوال يشتغل نظام الطوارئ في عقل الطالب غيضاً وتنتفخ اوداجه وسؤاله يتردد من بين اسنان مطبقه:"من وين جا؟ كيف صار ؟"!!
هذه النقطة تعتمد بشكل رئيسي على المعلم ,بأنه يشرح من اين جاء.. هو شي بسيط لكنه يُرَسِخ القانون وديناميكة المادة بأكملها في الذهن.
على سبيل المثال ..المعلم : القوة هي التسارع في الكتلة
الطالب : كيف ذلك استاذ؟
المعلم : هو هكذا عزيزي<احفظ معي> "ويحرك يده بحركات بهلوانية كأنه يدفع شيء": القوة هي التسارع في الزمن ..!
لماذا أحفظ ؟ أهي قصيدة أدبيه؟ , أفهم من اين اتى القانون بعدها سيتكفل عقلي العزيز بحفظها وبشكل سلس..
فلو مثلا قال :"القوة هي الكمية والإتجاة لسرعة الجسم المؤثر على الكتلة مع الزمن المستغرق " يسهل الفهم

الامر الاخير والاهم :الصورة التي ترزح في العقل الباطن عن المادة_صعب ,غير مفهوم, تراهات مجانين,نضوج تفاحة نيوتن ونحن نأكلها, تخريف وعربدة اينشتاين ونحن من يتحمله ..!
الفكرة تتوارثها الاجيال , نرى الطالب يخشى المادة قبل ان يدرسها, أو يتصفح الكتاب مع هبوب الرياح عليه,فيذعر من الصور التي لم يعتد عليها ,فلقد اعتاد على صورة الحمامة المحبوسة في القفص ,وهند تسرق الصدقة من تحت وسادة امها "لا أعلم لماذا تضع ام هند الصدقات تحت الوسادة !"
وأعظم من ذلك المعلم حين يقول : المادة مافيها يمين يسار ,دسمه ,وتحتاج تركيز وحفظ لا تستهينون فيها !!

سأحكي لكم قصتي مع قياس الضغط الجوي "البارومتر"
اربع سنوات كي افهم كيف يعمل وكيف يصعد الزئبق في الانبوب الزجاجي
3سنوات الثانوية قص لصق من هذا الكتاب إلى ذاك الكتاب, كيف حدث هذا؟ هو هكذا يقلب "تورتشيللي" الانبوبة فيرتفع الزئبق ,(سبحان الله)
في الجامعة فتحت كتاب اساسيات الفيزياء للمؤلف بوش ,الذي يقبع على احد ارفف مكتبة المنزل ..
قال وبكل بساطة :
وعاء الزئبق يتوزع عليه الضغط الجوي بشكل متساوي عند وضع الانبوبه المغلقة من اعلى يتغير ضغط الزئبق المحصور داخل الانبوب لأن لايصله الضغط حتى يكاد ينعدم فيزداد دفع الزئبق ذو الضغط العالي للزئبق ذو الضغط المعدوم فيرتفع الزئبق في الانبوبة

أما لماذا يُستخدم الزئبق عن غيره من السوائل فهذا موضوع خاص !!