الاثنين، 11 أغسطس 2014

قد انساكِ ..!









غياب المُعَلِمة يعني انتشار الطالبات في ارجاء المدرسة, فئة في الكافتيريا, فئة متجمعة خارج الصف واخرى داخل الصف. كنت عضو في إحدى المجموعات التي داخل الصف. كُنا عبارة عن 4 فتيات . اثنتان اردنيتان واثنتان سعوديتان.


كان الحديث عن عدة مواضيع , فُتِح موضوع الصلاة وخصوصاً صلاة الفجر التي يعارضها النوم. وصعوبة القيام , وعظم لذة النوم في هذا الوقت بالأخص, والصلاة بعد طلوع الشمس , أي قبل المجيء للمدرسة .وفي اغلب الاوقات لا يكفي الوقت للصلاة بسبب التأخر على المدرسة. فيتم تأديتها مع صلاة الظهر التي اغلب الطالبات يؤدينها بعد العودة من المدرسة.


صدمني اعتراف احدهن, قائلة : في الحقيقة نادر ما اصلي.


وبدهشة عامرة : يعني حسب الشهوة والحاجة؟!


قالت : يعني ليس هناك رغبة تدفعني اصلي , مثلا كنت اشاهد التلفاز , لن اقطع متابعتي , وبعدها انسى. او اكون اذاكر.


قلت : وامك؟ تعلم انك لا تصلين ؟


قالت : نعم, لكن لا تقول لي شيء وفي بعض الاحيان تقول انتِ صغيرة يوم من الايام ستفهمين.


وبدهشة فاقت ما قبلها : نحن في الثانوية !! افهم من كلامِكِ ان لو تقدم لكِ رجل للزواج سيتم رفضه بحكم انكِ صغيرة ؟ .. اسمعي : نحن يجب قبل الصلاة ان نسأل انفسنا سؤال : اصلي كي ارتاح بالصلاة ؟ ام ارتاح من الصلاة ؟ . وانا لا ألومك صدقيني لأن ليس هناك شخص يُشعرك بأهمية هذا الشيء او حتى يكلف على نفسه عناء التوضيح او الدعوة للصلاة .  


لكن كثير من الاشياء التي لم نُعَلَمها وقد لا يُرغب بأن نَعْلَمها ولكن عًلِمناها. وقبل ان ننفض , معلومة : بحكم انك مسلمة لكن تاركة للصلاة في يوم تثوبين فيه إلى رشدك. يجب ان تقضي جميع ما فاتك من الصلوات.


في فصل القرآن : وصلت المعلمة في سورة المدثر إلى قولة : ﴿مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ(42)قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ(43)


بعدها اجهشت هذه الفتاة بالبكاء إلى درجة ان الكل لاحظها . نَظرتُ لها بطرفي وابتسمت بابتسامة رضا. قالت المعلمة موجهه كلامها لي :" ميمونه ما بها ؟ تعلمين ذلك "


وبوجه الشخص التائه الغبي :  امم انا ؟! , لا لا اعلم , انا معكم, ما اعلمني ؟! .


بعد عدة ايام رأيت في كتابي نوته صفراء صغيرة وبخطة تنم عن ضعف في الشخصية. " ميمونه شكراَ لأِلك , علمتِني شي كبير كتير. وبلكة يوم كون انسيتك لكن ما راح انسى كلامك وتأثيره ابداً "


  وبعد التخرج رأيت الورقة بين كتبي . ارسلت لها رسالة , اعني فيها هل تتذكر ورقة قد أعطتنيها . ردت بنفي واستفسرت اذ كان بها شيء مهم


ابتسمت وقلت : انسي لا شيء يذكر :) 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق